هجرة الطيور هي واحدة من أكثر الظواهر الطبيعية إثارة ودهشة، حيث تقطع الطيور آلاف الكيلومترات بحثًا عن الغذاء والمأوى والتناسل. هذه الهجرة المذهلة تحمل في طياتها العديد من الأسرار التي مازالت تشغل بال العلماء والباحثين

أسباب هجرة الطيور
هناك أسباب رئيسية لهجرة الطيور، منها
البحث عن الغذاء: تهاجر الطيور بحثًا عن مصادر غذائية وفيرة، حيث تتناقص الموارد الغذائية في موطنها الأصلي
التكاثر: تنتقل بعض الطيور إلى أماكن أكثر دفئًا لحضانة البيض ورعاية الصغار
تجنب المناخ القاسي: بعض الطيور تهرب من البرد الشديد أو الحر اللاهب بحثًا عن بيئات أكثر اعتدالًا
الحماية من الحيوانات المفترسة: تهاجر بعض الأنواع إلى مناطق أكثر أمانًا

أنواع هجرات الطيور
تختلف أنواع هجرة الطيور، منها
هجرة طويلة المسافة: تقطع بعض الطيور مسافات هائلة، مثل طائر الخرشنة القطبي الذي يهاجر مسافة 40 ألف كيلومتر كل عام
هجرة قصيرة المسافة: تنتقل بعض الطيور مسافات قصيرة نسبيًا، مثل العصافير التي تنتقل بين المناطق الجبلية المنخفضة والعالية
هجرة موسمية: تتعلق بالتزاوج أو البحث عن الغذاء، مثل هجرة الطيور في فصل الربيع والخريف
كيف تحدد الطيور المهاجرة مساراتها؟
تعتمد الطيور على عدة عوامل لتحديد مسارها، منها
المجال المغناطيسي للأرض: تستخدم الطيور خلايا خاصة في الدماغ لتحديد اتجاهها
حاسة الشم: تستخدم بعض الطيور حاسة الشم لتحديد الروائح المميزة للمسار
الأجرام السماوية: مثل الشمس والنجوم لتوجيه نفسها

أمثلة على الطيور المهاجرة
من أبرز أنواع الطيور المهاجرة التي تعبر الأجواء المصرية في مواسم الهجرة: اللقلق الأبيض والأسود والكركي والبلشون الأبيض الكبير وبط الكيش والبلبول الشمالى والشرشير وأبو معلقة والبجع الأبيض الكبير والبشروش والحجوالة والزقزاق المطوق والطيطوى وابو فصادة والوروار الأوروبى والغاق وغيرها

أسرار لم تُكشَف بعد
لقد حاولنا في هذا المقال سرد الأسباب المنطقية لهجرة الطيور لكن تظل كثير من تفاصيل هذه العملية المعقدة مجال بحثي معقد لم يتم حل جميع ألغازه بعد. فإذا كنا قد علمنا كيف تهتدي الطيور البالغة لمسارات هجرتها كل عام فماذا عن الصغار التي تهاجر لأول مرة دون والدين؟ علماء الطيور يُجمِعون على أن هجرة الصغار التي لم ترحل من قبلُ وكونها تبدأ الرحلة دون آبائها إنما دافعها الغريزة وحدها التي تولَّدت فيها منذ قديم الزمان، وهو أيضًا ما يفسر عودة تلك الطيور قليلة الخبرة إلى نفس الأعشاش التي ولدت فيها على نفس الشجرة ونفس الغصن فهل تلعب الغريزة وحدها الدور الأكبر في كل هذه التفاصيل المذهلة